عبد الفتاح الخطيب - السعودية
إلى أين نتجه.. وماذا يراد بالإنسان العربي والأمة العربية فوق كرته الأرضية ؟ متى تتوّج العلاقات العربية بتوافق رسمي وتفاعل أخوي بروح أبية .. ؟ ترسم بريقاً بما يفيض به حِسـّنا وفكرنا لبناء مجتمعنا العربي بتآلف ومحبة لقادتنا وشعوبنا، والعمل من أجل بناء الإنسان والشخصية الذاتية المميزة لشبابنا الذين هم رجال المستقبل ينشدون الحياة السعيدة بشرف وعزة وكرامة تباعد بين الانزلاق أو الإغراق في بؤر التهور والاندفاع الطائش من منطلق دفع ذاتي ، مرفوع الهامة موفورالكرامة سيّد تحكمه حريته ويذود عنه ساعده وعضد أخيه وأبناء وطنه وأمته وإلا فإن حريته تتداعى ويخرج عن صمته في حراكات شعبية يعلم الله عواقبها.
نريد من شباب أمتنا الدرع الحصين للوطن والأمة مواجهة الأعداء بقوة وعزيمة لتتحول الهزيمة إلى ظفر ونصر ، فالشدة مطبخ الرجال والمصائب مختبر رجولتهم وقدرتهم على التصدي والتحدي ،فمنهم وهم قلة يبتلع إرادته ويقتلع من كرامته أهم فضائلها ليندحر مهزوما داخل ذاته لا ينفع لكنه يضر، ومنهم آخر يرى في هزيمته درساً مستفادا يؤ صل في دواخله عزيمة المواجهة والمقاومة لكي يتحول الانكسار إلى انتصار وصمود مهما كان السبيل شاقاًَ وقاسيا وطويلاً .
ويبقى الإنسان إرادة محسوبة الأثر والتأثير فيما حولها ، فبقدر الدفع الإيجابي يتسامى الهرم الرجولي ، وبقدر الإنكفاء والإحباط والانهزامية يتداعى المسخ من الرجال وتدوسه الأقدام دون أن يحسب أحدٌ له حسابا من ذلّة الانهزام ، حيث تتجسد في الإنسان الأول الهامشي السلبية في ظل انطوائيته،وربما الاستصغارلشأوه وشأنه
بينما تتجسد في الرجل الثاني صورة المثالية بكل فضائلها ، وبين الرجلين رجال تبدو طبيعة الشر في بعضهم بتعاملهم ، لا خير يرجى وإنما شرُ يـُتقى ، ورجال يمثلون أكثر شرائح المجتمع البشري تجسيداً للواقع ،يجرح ويداوي كما يقول المثل: " يدُ تشج وأخرى تأسو" ، يضر بقدر ما يسر، ويعطي بقدر ما يأخذ ، وهناك نماذج لاتستطيع أن تعطي لها لونا فهي كالحرباء تتلون عند كل موقف .
ونحن البشرهكذا في واقعنا على أرضية تعاملنا نعيش هكذا ،نستقبل تقلبات الجو، تحت سمائه المطر والريح والعواصف ونستقبل الصحو ونعيش معاً ،لأننا أبناء الأرض طباعاً وانطباعاً نعيش فوق كوكب الأرض في إرباك لا أخلاقي وربما لا إنساني لحرية الناس . إنها الفوضى ، فحين تشبع تعض بأنياب حادة لا رحمة فيها ، يتساوى المحسن والمسيء ، تلك هي الفوضى التي تأباها الحرية في مفهومها الواسع التي تمنح الإنسان استقلالية حركته ومشيئته دون قيدعليها إلاّ قيد"الأعراف والقانون وحرية الآخرين"التي هي هدف إنساني يتطلع إليها الفرد ليعبرعن نهج حياته دون وصاية إذلال تفرض عليه،إنها الرئة التي يتنفس بها الإنسان ومن خلالها، فإن تجاوزحدوده العقلانية وخرج من دائرتها المسموح بها ، حيث التأثير فيها، والخروج من المباح إلى المحذور والمحرّم تصبح فوضى جنونية يبحث الإنسان عن موضع لقدميه فوق كرته الأرضية حتى أصبح السلام حلماً وأملاً وألماً ذبيحا ينزف دماً بسلاح الشيطان البشري . والله أسأل أن يجعل وجهة نظرما سطرته محققاً للمستوى المرجومنه تبصيراً لشبابنا رجال الغد في بناء الإنسان العربي بوجدان قيم أمتهم ، وتربية لملكة البيان والتذوق فيهم ، وتعزيزاً للقيم العربية والإسلامية لديهم ،ليكونوا خير دريئة لحماية دينهم واوطانهم وشباب أمتهم ممّا انتشرفي عصرنا هذا من تيارات المجون والإلحاد والفسوق الذي ران على قلوب البشر من دعاة النٍّحل والملل والمذاهب المختلفة