ابتسامة وردية تشع مع كل ضحكة تطلقها شفتايها
تنهار أعصابى وتشق تنهيداتها صدرى المملوء عن آخره بحبها.. تفيض عينى بدموع فرحتى برؤيتها.. لم أحلم إلا بها حبيبة وزوجة وأما لأولادى.. هدوء ملامحها وطباعها دفعنى لامتلاكها.. صوتها الناعم أطرب أذنى بنغم كلماتها، يوم زواجنا رقصنا ضحكنا وفرح كل من حولنا بفرحتنا، لم أتركها تخطو بقدميها خطواتها الأولى، فى البيت حملتها بين يدى بفستانها الأبيض وتاجها الوردى، قربتها إلى قلبى لتسمع دقاته المتلاحقة لهفة عليها، فانفلتت وجنتها حمرة وخجلاً، لم أصدق نفسى وهى فى أحضانى أغرق فى تفاصيلها.. أذوب فى أنفاسها.. تحدثنى عيناها بآهات وآهات فالتقطها ونصبح جسداً واحداً، أيام وشهور مرت لا أعلم عددها من حلاوتها، توجت الأيام سعادتنا بمحمد ومن بعده أمل كانت المسئوليات تثقل كاهلى لكننى تحملت فواصلت ليلى بنهارى عملاً حتى أفقت.. فلم أجد حياتى كما هى!
تحول الهدوء إلى حلم لا يتحقق أبداً، ورحمة هو اسم زوجتى، قررت أن أغيره إلى «قسوة» ليتناسب مع ما أراه منها كل يوم، استحلفتها بكل كلمات الحب التى حفظتها عن ظهر قلب، توسلت لها بأولياء البيت أن تفهمنى، ماذا اقترفت من ذنب لكى تتحول رحمتها التى ملأت بيتنا حبا إلى جهنم لا أطيق البقاء فيها يوماً واحداً، جاءتنى أعذارها تافهة عقيمة أنت لا تهتم بمشاعرى، لا تسأل إلا عن أولادك، أين أنا من حياتك، تتركنى وحيدة وتخرج كل يوم وأنا حبيسة بين جدران البيت الباردة، وإذا اشتكيت تنهال على رأسى بفيض من الشتائم والعتاب ليس له أول ولا آخر، لكننى شممت رائحة غريبة فى كلماتها جدار فولاذى من الشك انشقت الأرض عنه ليغتال ذكرياتنا.. راقبتها فلم أصل لدليل، حاصرتها بأتهامات قاسية، فتهربت عيناها من مواجهتى.. لم تهتم حتى بالدفاع عن نفسها، لكننى أيقنت بقلبى أنها تغيرت.. رائحة جسدها تمردت، تسريحة شعرها، ضحكتها الهادئة بدت لى ضحكة لعوب حتى أحاديثها التليفونية صارت همساً.
شفتاها التى لم تعرف طريقا سوى لكلمات الود والمحبة رأيتها لأول مرة تنهال على بشتائم ما أنزل بها من سلطان، هوت يدى على وجهها فبادلتنى اللكمات.
لم أصدق
تجمدت الدماء فى عروقى، وجحظت عيناى، ولمعت الأفكار الشيطانية تحرضنى تدفعنى للثأر من كرامتى بعد أن انفرطت، كنا قد انتهينا من العشاء بعد حفلة عتاب وشتائم منمقة جعلتنى أفقد ما تبقى من توازنى كرجل، أسرعت إلى المطبخ تتسارع يداى بحثاً عن سكين لا أدرى لماذا أفعل ذلك؟
خرجت وقد امتلأت عيناى غضبا لا أعرف له مبررا، لكنه انقض على فتملكنى وحاصرنى، لم أسمع صوت رحمة.. رأيتها شيطانا يحاول النيل منى، هددتها بكلمات موجعة، لكنها كانت الأسرع فى غمضة عين، لم أجد السكين فى يدى، التقطتها وسددت نصلها إلى قلبى، إلى صدرى، إلى بطنى، نظرت إليها غير مصدق، تفجرت نظرات كالشرر من عينيها واجهتنى صلابتها فانهارت قواى، وسقطت وسط دمائى تلسعنى سخونتها، تبكينى جدران البيت.. مددت يدى أستغيث بزوجتى لكن يدى ضاعت فى الفراغ.. ألم أقل لكم إن رحمة تغيرت!!