لا تكاد تظهر ملاحظات على الوضع الشاذ الذي تعيشه الكويت حاليا والذي تَحَوَّلَتْ معه معاملة الدولة لشعبها على أساس حساب الأرقام لا بموجب مقتضيات المواطَنة ؛ لا تكاد تظهر ملاحظات على هذا الوضع الشاذ إلا وينبري عدد من الكويتيين دفاعا عنه ورفضا لكل فكرة تدعو إلى تغييره !!! ،
ويفتخر هؤلاء بأشياء كثيرة يقولون أنها إيجابية في بلادهم وأهمها حرية الكلمة !!! ،
فهل توجد في الكويت ثقافة تفهم معنى حرية الكلمة وتحترمها ؟؟؟ ...
ما هو منطقي ومعروف لدى كل ذي عقل هو أن الحرية بما فيها حرية مِداد القلم إنما تُضْبَطُ إن احتاجت للضبط بقيد القانون الذي له وحده حرية تحديد ما يجوز وما لا يجوز ،
ولا أظن أن أحدا سيخالف ذلك إلا إذا كان عنجهيا متكبرا يعتبر أن الفكر الذي يؤمن به هو وحده الذي يجب أن يسود ليتم بموجبه تحديد ما يجوز وما لا يجوز !!! ...
والكويتيون يقولون أن لديهم في بلادهم قانون يضبط الكلمة الحرة ويكفل احترامها في نفس الوقت ،
لكن إذا نزلتَ على أرض الواقع فإنكَ تجد أن كثيرا من الكويتيين لا يفهم معنى الكلمة الحرة والتي تنطلق أساسا من مبدأ حرية الرأي التي يُقال أن القانون في الكويت يكفلها !!! ،
فتجد أنهم يتعاملون إما مع شخص الكاتب من خلال تجربة إيجابية أو سلبية معه من الناحية الشخصية أو من خلال انتمائه الإثني والرقم الذي يمثله ذلك الانتماء في معادلة النظام السياسي الفاشل في الكويت والذي رُمِيَتْ عليه قبل أيام يمين طلاق أتمنى شخصيا وقوعه عاجلا غير آجل وامتداده إلى كل مفاصل العمل في الكويت بما في ذلك الجمعيات التعاونية وما يسمى جمعيات النفع العام !!! ...
الكلمة الحرة في عرف دُعاة الديمقراطية ضرورة لا بد منها ؛ وما جاء نَعْتُ الصحافة بأنها سلطة رابعة إلا انطلاقا مما يؤمن به دعاة الديمقراطية ،
لكنها أي الكلمة الحرة في عرف بعض فقهاء الدين ما هي إلا ترف فكري ؛ بل إن بعضهم ينبذ حرية الكلمة ويعتبرها تطاولا من العامة وتدخلا منهم في شؤون الخاصة !!! ...
لكن هل يمكن أن تكون الكلمة الحرة آفة مدمرة بحيث يصبح تكميم الأفواه رغم قساوته أهون منها ؟؟؟ ،
والجواب في رأيي هو نعم !!! ،
فحينما يختل الميزان الفكري والاجتماعي والسياسي في بلد ما بحيث يصبح من المقبول فيه انتقاص الإنسان بناء على معادلة حسابية فإن الكلمة الحرة تصبح آفة مدمرة !!! ،
ففي ظل هكذا وضع يكون مسموحا ومقبولا في أفضل المنتديات أن يأتي شخص بهرطقات لا يقبلها العقل ليقول أن هُناك من البشر مَن يعتقد أنه يوجد في العالم أُناس لهم ذيول !!! ،
ولا تهتز شعرة ولا يتحرك ساكن إزاء هذا الهذيان والهرطقة الفكرية التي ستقود بالتأكيد إلى ما هو أكبر من ذلك عافانا الله وإياكم من هذا الذي هو أكبر من ذلك !!! ،
بينما حين يتم انتقاص شخص ما بسبب احتقار البعض لرقمه في معادلة النظام السياسي الفاشل في الكويت ومن ثَمَّ تسفيه ما يكتب والقدح فيه فإن إدارة ذلك المنتدى الأفضل على مستوى البلد تنبري لتحمل صاحب الرأي الذي تم انتقاصه المسؤولية تحت ذريعة عدم القبول بالبذاءات !!! ،
بينما يظل مَن يهين الآخرين يسرح ويمرح دون أي تثريب عليه لا لشيء إلا لموقع انتمائه الإثني في معادلة النظام السياسي الفاشل في الكويت !!! ...
هكذا يتم التعامل مع الكلمة الحرة في الكويت ؛ وهكذا باتت تلك الكلمة آفة مدمرة ليصبح تكميم الأفواه وإجبارها على التسبيح بحمد الحاكم والتقديس له أفضل من حرية الكلمة !!! ،
والكويتيون أنفسهم يُقِرُّوْنَ في الأعم الأغلب منهم بهذه الحقيقة لأنهم في ظل ما يُقال أنها حرية في بلادهم يُدافعون وبشراسة عن النماذج التي تكمم الأفواه مِن حولهم ...