~•«( منتدى شباب قرقطآن )»•~
اهلا بكم في منتدى شباب قرقطآن
~•«( منتدى شباب قرقطآن )»•~
اهلا بكم في منتدى شباب قرقطآن
~•«( منتدى شباب قرقطآن )»•~
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

~•«( منتدى شباب قرقطآن )»•~

~•«( منتدى شباب قرقطآن )»•~
 
الرئيسيةرسالة إلى مريم I_icon_mini_portalأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 رسالة إلى مريم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمودعبدالحميد
نائب المدير
نائب المدير
محمودعبدالحميد


عدد المساهمات : 90
نقاط : 71635
التقييم : 73
تاريخ التسجيل : 16/04/2011
العمر : 40

رسالة إلى مريم Empty
مُساهمةموضوع: رسالة إلى مريم   رسالة إلى مريم I_icon_minitimeالسبت أبريل 16, 2011 3:26 am

كثيراً ما تعجبنا أشياء لكننا عندما نقترب منها نجدها تافهة مملة.
فالأرجوحة بألوانها الزاهية طالما داعبت خيالى كلما تلاقت عينى بتفاصيلها، فهى تحملنا برقة قاسية لتصل للمنتهى، وتقذف قلوبنا دفعة واحدة فى أرضيتها الصلبة، تترنح رغبتنا بين متيم ونافر من صرامتها فى النيل من شغفنا بالعلو سماء والانخفاض أرضاً، منذ آخر مرة رفعتنى أرجوحتى وهزت كل ما فى داخلى من إعجاب لها حتى قررت ألا أعشقها مرة أخرى.
أن أترك كل ملذاتى فى الحياة وأتجرد وأسمو حتى تصل روحى إلى أقصى درجات السمو.
أنا محمد مصطفى السيد تجردت من اسمى من ديانتى من نوعى.. حتى من كل ما أحمله داخلى من طموحات، تذكرت فقط أننى إنسان كل ما يربطنى بالحياة هو رقم قومى يعرفنى من حولى به.. قررت أن أعيش حالة الانغماس بين أناس لا أعرفهم ولا يعرفوننى واكتفيت أن أقول عن نفسى أنا إنسان ابن إنسان.
كل من اقترب منى وسمع كلماتى أصابته نوبة هيستيرية من الضحك فالبشر يعرفون بأسمائهم وعائلاتهم ودياناتهم، وغير ذلك من الأشياء التى جعلتنا نشعر بعنصرية كل شىء، أليس ثابتا أنه لا فضل لعربى على أعجمى إلا بالتقوى.. فلماذا إذن يستغربون؟
كانت مريم جارتى جميلة هادئة كل شىء فيها يبهرنى أول ما يمتص نظرى ويجعلنى لا أستطيع مقاومة عينى هى ضحكتها الخلابة يندفع الدم فى شرايين وجهها فتبدو لى أكثر خجلاً.
شعرها المموج الطويل يصيبنى بلوثة كلما رفعت بعضه عن عينيها برقة وينهار قلبى إذا هى جمعته فى باقة مجدولة كتلاميذ المدارس.
كنا نلعب سوياً فى حوش بيتنا لكننا اليوم أصبحنا شبابا فرقت عاداتنا بين حب عذرى ولد فى نور الشمس.
كنت أراها كل أحد عندما تذهب إلى الكنيسة فى آخر شارعنا، أنتظرها حتى تخرج فلا أستطيع إلا رؤية ضحكتها تواسينى فى بعدها عنى.
ذات مرة قررت أن أكسر خوفى واقتربت منها لكى أسلم عليها وضعت يدى فى يديها لم تمر ثوان إلا ووجدت نفسى ونظرات الغضب تخترقنى وإحدى صديقاتها تنادى عليها وتنحنى على أذنيها لتقول لها كلمة سمعتها جيداً (مش ده الواد محمد المسلم).
أحسست بحبيبتى مريم وقد أصابها صمت مبهم، ولم ترد، وسألت دموعها مسرعة، وبادرتها مريم بمنديل لتجففها حتى لا يراها أحد، لكننى رأيتها واعتصر قلبى صراعها مع نفسها، وأهلها.
مريم أحبتنى وأحببتها ولم نعرف إلى أى الديانات ننتمى، تبخرت مساحة الاختلاف بيننا عشقتها، لأنها مريم، لا أعرف من الأسماء غيرها، ولا يهمنى أن يكون أبوها مسيحياً ووالدى مسلماً.
تعلقت قلوبنا بحب الحياة، أرادت مريم أن أكون أباً لابنها وأردت أن تكون مريم أماً لأولادى.
تحدثت إلى أمى عن حبى لمريم، نظرت لى ولم تنطق.. حاولت أن أستنطقها، لكنها رفضت.
أياما قضيتها أحترق شوقاً لمعرفة هل توافقنى؟ فهى تحب مريم كثيراً.
أيام وجاءنى ردها يحمل تساؤلاً واحداً.. هل ستسلم مريم لكى تتزوجك؟
أحسست أن الدنيا تغوص من تحت قدمى لكننى تماسكت وبدوت غير مكترث بتساؤلها.
فأعادت ما قالته ثم استفاضت فى دموعها (يا بنى أنا نفسى أفرح بيك مش عايزاك تروح منى).
ضممتها لصدرى وقبلت يديها ووعدتها أن أحافظ على نفسى لكننى لن أتزوج إلا مريم.. لن يجمعنى رباط بغيرها ولا يهمنى هل هى مسلمة أم مسيحية.
تركت أمى بعد أن قبلتنى قبلة الموافقة.. وقلبها يغلى خوفاً على وحيدها.
طارت فرحتى لتصل لمريم عبر رسالة قصيرة لهاتفها المحمول (مبروك يا عروسة ماما وافقت) الدور عليك!!
انتظرت رسالة منها تسعدنى فقد اجتزنا نصف طريقنا للزواج باقى الجزء الأكثر صعوبة.. لكننى أعرف قدرات أمى عندما تتحمس لشىء فوالدة مريم عشرة عمر.
ووالدها كان زميلاً لوالدى فى العمل قبل أن يتوفاه الله.
مرت ساعة ولم أجد رداً يبرد نار شوقى وفرحتى.. سمعت صرخات وأصوات نحيب فقفزت من جلستى لأجد حبيبتى مريم وقد ألقت بنفسها من شرفة بيتها.
لم أدر بنفسى إلا وهى فى أحضانى أقبلها وصرخاتى تشق ضوء النهار تحوله إلى براكين تحرق قلبى.
ماتت مريم لأنها أرادت أن تختار حياتها.. ماتت مريم لأنها أحبت.. ماتت مريم وماتت روحى بعدها.
لكن ثورة يناير أعادت لى الحياة وقتها كتبت رسالة إلى مريم (ليتك كنت معنا لنحتفل وتكلل ثورتنا المباركة حبنا الذى لن يموت) وضعت رسالتى على قبرها وأحرقت أوراق محبتى، تطاير رمادها فى الفضاء مودعا محبتى. > >
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
رسالة إلى مريم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» رسالة من الثورة
» أغرب رسالة في العالم أدت الي وفاة صاحبها0
» رسالة من المشير طنطاوي الي الرئيس الأوغندي‮ .. ‬وصفحة جديدة في

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
~•«( منتدى شباب قرقطآن )»•~ :: «®°·.¸.•°°·.¸.•°™ منتديات شباب قرقطان العامه ™°·.¸.•°°·.¸.•°®» :: ~•«( الادب والشعر والثقافة والقصص )»•~-
انتقل الى: